You are currently viewing العقيلي كبير علماء الحديث وسيرته العطرة

العقيلي كبير علماء الحديث وسيرته العطرة

يعتبر العقيلي واحداً من العلماء الذين قدموا للدين كثيراً وفي علم الحديث علي وجه الخصوص، إذ كان من الحافظين المتقنين حتي حصل علي رتبة حافظ للحديث النبوي الشريف، وخلال هذه المقالة سنتناول شخصية العقيلي الدينية وبعضاً مما قدمه للدين الاسلامي.

اسم العقيلي ونسبه

هو الإمام والمحدث الحافظ والعلامة أبو جعفر محمد بن عمرو موسى بن حماد العُقيلي، وسمي العقيلي نسبةً إلى عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر، وهذه التسمية كما ذكرت في “الأنساب” للسمعاني، ويكني بأبي جعفر وقد اشتهر بهذه الكنية شهرة واسعة والعقيلي كان من أهل مكة فكان يقال له أيضاً: المكي و كان يقال له يقال الحجازي ويقال له العقيلي نسبة إلى قبيلته

 مولده ونشأته

ولد العقيلي ونشأ في بيئة دينية، فارتبط بالعلوم الدينية منذ حداثته وأحب العلم والفقه وارتبط أكثر ما يكون بعلم الحديث، حيث سمع منذ صغره من جده لأمه يزيد بن محمد العقيلي فأفاده أجل إفادة و ارتبط به منذ صغره فعلمه الحديث والفقه والتفسير، بالإضافة إلى ذلك فقد حفظ أبو جعفر العقيلي القرآن الكريم صغيراً، أثرت نشأته الدينية في تكوين شخصيته الإسلامية، وعمقت دراسته لعلم الحديث من فهمه لصحيح الحديث وغير صحيحة فخرج بمؤلفات عظيمة في الحديث والفقه والتفسير، درس العقيلي أيضاً خلال نشأته النقد الديني فنشأ بفكر ناقد متقبل لاختلاف الرأي وحب الاطلاع فقرأ الكثير من الكتب الأدبية منذ حداثته وارتبط بمعلميه ارتباطاً وثيقاً فقدرهم وقدروه ولما يبخلوا عليه بأي علمن وخاصة جده فكان هو معلمه الأول والذي ارتبط به ارتباطاً وثيقاً فاصطحبهُ لجلسات الحديث فكان سمعه للحديث سمعاً واحياً وكان من أكثر الحافظين حفظاً للأحاديث النبوية الشريفة، وكان هذا توثيقاً لنشأة العقيلي  الدينية وارتباطه بمشايخه وعلماؤه منذ صغره وحداثته فخرج علينا بفكره الناقد والمبدع و المعطي.

علم العقيلي

تعلم العقيلي كافة العلوم الدينية وركز في تعليمه على علم الحديث فكان من أحفظ الناس للحديث النبوي الشريف وظهر ذلك في براعته في رواية الحديث بمسند ومتون صحيحين، وبالإضافة إلى ذلك فقد تعلم التفسير والفقه و أبدع في تعلم كافة العلوم، كما استنبط العقيلي علوم اللغة فكان ذو خبرة أدبية عالية وظهرت هذه الخبرة في إبداعه الأدبي فحظيت الكتب الذي ألفها بمكانة كبيرة بين العلماء والدارسين والمجتهدين في طلب علم الحديث والفقه والتفسير، ولم تكن خبرة العقيلي نابعة من فراغ، بل كان لارتباطه بشيوخه وفقهاؤه أثراً كبيراً في تكوين شخصيته العلمية والدينية والثقافية، فلازم الكثير من شيوخه وكتب عنهم العلم والأدب، فكان من الذين يبحرون في بحر العلم فلا يملون الإبحار، بالإضافة إلي ذلك فقد كان العقيلي واحداً من الفقهاء الذين يخطبون في الناس ويصعدون المنابر فكان من المسموعين في عصره وكان من الأتقياء ذوي العلم والأدب.

أقوال العلماء فيه

لقد كانت مسيرة العقيلي الدينية والثقافية محل اهتمام وتقدير من كافة العلماء والفقهاء الذين عاصروه أو جاءوا بعده لما قدمه من فائدة عظيمة للدين الإسلامي فحصل من هؤلاء العلماء على كلمات ثناء عديدة وقال فيه العلماء الكثير من كلمات المدح الذي تدل على أنه كان ثقة صدوقاً محباً للعلم، ومن بعض ما قيل فيه من قبل الفقهاء والعلماء والمحدثين:

  • قال فيه مسلمة بن قاسم: ” لقد كان أبو جعفر العقيلي عالماً جليل القدر وكان عظيم الخطر وكان له أيضاً الكثير من التصانيف فكان إذا أتاه أحد من المحدثين قال: اقرأ يا أبو جعفر من كتابك ولا تخرج أصله فتحدثنا في ذلك الأمر وقلنا إما يكون هو أحفظ الناس وإما أن يكون أكذب الناس فحين قرأ اجتمعنا عليه لإبداء الرأي فلما أتيت بالزيادة أو النقص فطن لها فأخذ الكتاب مني وأخذ القلم أيضاً فأصلحها وانصرفنا من عنده و طابت أنفسنا وعلمنا حينها أنه من أعلم وأحفظ الناس وأكثرهم حباً للعلم والحديث “
  • وقال عنه الحافظ أبو الحسن بن سهل القطان : ” لقد كان أبو جعفر ثقة صدوق جليل القدر وكان أيضاً عالم بالحديث ومقدم بالحفظ “
  • وقال عنه الذهبي في التذكرة: إن العقيلي هو الحافظ الإمام وأضاف عنه : ” لقد كان العقيلي مقيماً في الحرمين الشريفين وقال عنه في العبر : إن العقيلي هو الحافظ وصاحب الجرح والتعديل وهو من أكثر أهل الحجاز علماً وحفظاً للحديث النبوي الشريف “

إنجازاته في خدمة الإسلام

للعقيلي الكثير من الانجازات في خدمة الدين الاسلامي إذ روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والمتفق على صحتها بالإضافة إلي تركه للعديد من المصنفات الثمينة في كافة علوم الدين والتي لازالت تفيد الإسلام والمسلمين إلي يومنا هذا، فكان العقيلي من أوائل الأئمة والعلماء التي تنافست على تقديم خدمات جليلة للدين الإسلامي، وقد حقق ذلك فعلاً فتعتبر مؤلفاته من أفضل ما قدم في السيرة الذاتية للصحابة ورواية الحديث النبوي الشريف كذلك ابدع العقيلي في علم الفقه فقدم فيه الكثير من المؤلفات، ولم تكن مؤلفات العقيلي هي الشاهد الوحيد علي إنجازاته في الإسلام، بل كان العقيلي من العلماء الذين كونوا جيلاً من المحدثين والحافظين من تلاميذه والذين رفعوا راية الحديث وكونوا سلسلة متصلة الحلقات يرجع لها الفضل في بقاء الحديث النبوي الشريف منطوقاً إلي يومنا هذا.

بعض مؤلفاته

ترك العقيلي العديد من المؤلفات والمصنفات الأدبية في عله الفقه والحديث، فاستفاد بها الدارسون والمجتهدون في طلب العلم أجل إفادة، وقد طبعت معظم هذه المصنفات وتحدثت في كافة علوم الدين عامة وفي علم الحديث خاصة، فمنها ما تحدث في الفقه ومنها ما تحدث في الحديث وهو الغالب بالإضافة إلي ذلك فقد ألف العقيلي أيضاً في التاريخ وأرخ العديد من الشخصيات والعصور الإسلامية، وكان من ضمن مؤلفات العقيلي في الدين والتاريخ:

  • معرفة الصحابة
  • العلل
  • الضعفاء
  • كتاب الجرح والتعديل للعقيلي
  • كتاب أصبهان
  • كتاب التاريخ الكبير

بعض شيوخه

لم يكن علم وخبرة العقيلي نابعة من فراغ، بل كان لارتباطه بشيوخه وفقهاؤه أثراً كبيراً في تكوين شخصيته العلمية والدينية والثقافية، فلازم الكثير من شيوخه وكتب عنهم العلم والأدب، فكان من الذين يبحرون في بحر العلم فلا يملون الإبحار، ومن أكثر العلماء والمشايخ الذي أثرت فيه وأخذ عنهم العلم وروي عنهم الحديث:

  • يحيى بن عثمان السهمي
  • محمد بن إسماعيل السلمي
  • هارون بن محمد العاملي
  • أحمد بن داود القومسي
  • محمد بن العلاء الهمداني
  • محمد بن يحيى اليشكري

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

بعض تلاميذه

تتلمذ على يد العقيلي الكثير من الأئمة والفقهاء والمحدثين وروي عنه الكثير من المحدثين الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، إذ أخذ الكثير منهم عنه الحكمة والأدب وحب طلب العلم وأخذوا منه علماً وافراً يتلخص فيما روي من حديث وفيما ألف من مصنفات مفيدة للدين والحديث، بالإضافة إلى ذلك فقد أخذ منهم الكثير عنه الكثير من الصفات الحميدة في شخصيته كالصدق والإخلاص والأمانة وتقبل الرأي، ومن أبرز هؤلاء الذين أخذوا عنه العلم والحكمة والأدب:

  • محمد بن إبراهيم الأصبهاني
  • أحمد بن سعيد الصدفي
  • محمد بن أحمد البلخي
  • محمد بن أحمد القرشي
  • ابن عبد البر القرطبي
  • يوسف بن أحمد المكي

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

وفاة العقيلي

توفي الحافظ والمحدث أبو جعفر العقيلي في شهر ربيع الأول عام اثنتين وعشرين وثلاثمائة بمكة المكرمة وأرخ وفاته الذهبي في هذا العام في كتابه ” العبر ” وفي كتاب ” تذكرة الحفاظ ” وأرخه في هذا التاريخ أيضاً ابن العماد في كتابه ” شذرات الذهب ” والفاسي في كتابه ” العقد الثمين ” وقال أنه توفي في ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة بمكة كما قال ابن زربقي أنه حضر جنازته.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

مصدر 7

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

سير أعلام النبلاء 15 : 236

ميزان الاعتدال 3 : 140

اترك تعليقاً